رحلة علمية إلى متحف دمشق الوطني: نافذة على تاريخ سوريا العريق
رحلة علمية إلى متحف دمشق الوطني: نافذة على تاريخ سوريا العريق
نظمت كلية الهندسة المعمارية اليوم رحلة علمية إلى متحف دمشق الوطني، أحد أبرز المعالم الثقافية في سوريا، والذي يعدّ مرجعية حيوية لإطلاع الأجيال على تاريخ يمتد لآلاف السنين. تعد هذه الزيارة خطوة مهمة في تعزيز المعرفة التاريخية لدى الطلاب وتنمية مهارات الملاحظة والتحليل، حيث تهدف إلى ترسيخ مفهوم الهوية الثقافية والانتماء الوطني في نفوسهم.
تعتبر المتاحف من المؤسسات الثقافية المحورية التي تساهم في حفظ التراث الإنساني وتوثيقه، مما يتيح للأجيال الحالية والمستقبلية التعرف على أهمية هذا التراث في بناء هوية الأمم والشعوب، ومن هذا المنطلق، شكلت زيارة متحف دمشق الوطني فرصة ثمينة لتعريف الطلبة بأهمية هذه المتاحف كمرجعية ثقافية حية، تعكس غنى التاريخ السوري وتعزز من فهم الحضارات المختلفة التي مرت على هذا البلد.
شملت الجولة قسم الآثار القديمة، الذي يتضمن تماثيل وأدوات تعود إلى حضارات إيبلا وماري وأوغاريت، بالإضافة إلى عرض أنظمة الكتابة القديمة مثل الأبجدية الأوغاريتية، وهي إحدى أقدم الأبجديات في التاريخ البشري، كما شمل القسم الآخر الفن الإسلامي، حيث تعرض المخطوطات النادرة والزخارف الهندسية الرائعة التي تعكس تطور الحضارة الإسلامية في بلاد الشام.
من أبرز العناصر المعمارية التي لفتت انتباه الطلاب كانت بوابة قصر الحير الغربي، التي تُعدّ نموذجًا فريدًا على العمارة الأموية وعبقرية التصاميم التي تميزت بها هذه الحقبة.
وقد شكلت هذه الزيارة فرصة للطلاب لفهم أعمق لتسلسل الحضارات في سوريا وتأثير كل منها على الأخرى، وكيفية تفاعل وتكامل الثقافات المختلفة عبر الزمن. كما أكدت أهمية البحث الأثري في توثيق التاريخ بعيداً عن الروايات الشفوية، وأهمية دور المتاحف في حفظ التراث وتوثيق اللحظات التاريخية التي تشكل جزءًا أساسيًا من هوية الشعوب.
